حين يخطو الطالب أولى خطواته داخل أسوار الجامعة، لا يدرك أن اختياراته في الأصدقاء قد تساوي اختياراته في المواد أو التخصصات؛ فالصديق في هذه المرحلة ليس مجرد رفيق طريق، بل قد يكون بوصلتك أو بوابة لانزلاق لا تفيق منه إلا متأخرًا.
تابع المزيد:سنة أولى جامعة | صحاب أول سنة.. من صدفة المدرج إلى علاقة تدوم أو تختفي
من أول أسبوع: الصحبة تظهر قبل كل شيء
في الغالب، يتكون الانطباع الأول عنك خلال الأيام الأولى الكل يبحث عن أمان اجتماعي وسط زخم جديد تمامًا، فتجد نفسك ضمن مجموعة، قد تكون صدفة، أو بفعل الجيرة في المدرج أو الإقامة ومن هنا تبدأ الرحلة؛ لكن هل تساءلت يومًا:هل أنا من اخترت هذه الصحبة، أم وجدت نفسي وسطهم دون وعي؟
الصحبة قد تصنع منك... أو تكسرك
بعض الأصدقاء سيشجعونك على الاجتهاد، سيذكرونك بالمحاضرات، ويشاركونك مذكراتهم؛ آخرون قد يسحبونك إلى السهر غير المفيد، والمقالب، والإهمال المتراكم.
كثير من الطلاب خسروا فرصًا ذهبية فقط لأنهم "مشوا مع المجموعة"؛ وكثيرون آخرون برزوا وتميزوا بفضل صديق رشيد شد على أيديهم في الوقت المناسب
حكايات واقعية: منة كانت متفوقة في الثانوية، التحقت بكلية القمة التي حلمت بها، لكن صحبتها في أول سنة دفعتها لتغيب دائم وانشغال بالسوشيال ميديا حتى رسبت.
كريم التحق بكلية التجارة، وارتبط بمجموعة كانت تحب الأنشطة في البداية، ظن أنه يضيع وقته، لكن مع الوقت، صار نجمًا في اتحاد الطلاب، وفتحت له تلك الصداقات أبواب عمل بعد التخرج.
كيف تختار الصحبة الصح؟
راقب لا تتعجل: لا تتسرع في تكوين صداقات عميقة خلال الأسبوع الأول. خذ وقتك لتفهم الشخصيات من حولك.
اختبر القيم: لاحظ من يشجعك على الدراسة، ومن يسخر منها من يحترمك، ومن يجرك إلى سلوك مرفوض.
اجعل ميزانك "الهدف": من يساعدك في بلوغ أهدافك الجامعية والشخصية، هو من يستحق أن يظل في دائرتك.
الصحبة لا تعني الانصهار
من الأخطاء الشائعة أن يتحول الطالب إلى نسخة من أصدقائه تذكر أن الصداقة لا تتطلب التنازل عن مبادئك ولا عن طريقتك في التفكير؛ أنت لست مضطرًا لأن تجرب كل شيء يفعله الآخرون، فقط كي لا تُوصف بأنك "معقّد" أو "منعزل".
عندما تكتشف أنك في الطريق الخطأ
لا عيب في أن تبتعد عن صحبة شعرت أنها تؤثر عليك سلبًا الصمت لا يكفي، والاعتذار ليس ضعفًا؛ ربما سيكون من الصعب عليك أن تبدأ من جديد، لكن البداية المتأخرة أفضل من السير في طريق يدمر مستقبلك.
في سنة أولى جامعة، الصحبة ليست مجرد تسلية، بل قد تكون هي الخيط الذي يرسم مصيرك، سلبًا أو إيجابًا؛ اختر أصدقاءك بعين العقل، لا بعين الوحدة ولا تنس: من السهل أن تنجرف، ومن الأصعب أن تنهض وحدك.